الشيخ الموسى : وضع الطعام في أحد الشعاب وتركه ليس له علاقة بالسحر والسحرة ؟

الحادثة التي حدثت منذ يوم أمس الأول في شعيب الشيج من تقديم أحد الأشخاص الطعام للجان كما نشر في العديد من الصحف الالكترونية تجعلنا نهتم بمعرفة جلية الأمر فالمبتلى الذي فعل هذا الأمر تم معرفته ولله الحمد من قبل الجهات المختصة عبر تتبع مطابخ المحافظة واستدعي لتحذيره وإرشاده .
وكان حرياً بنا ألا نهتم فقط بالسبق الصحفي في مثل هذه الحوادث الحساسة على حساب سمعة البلد وأهله والذين عرف عنهم صفاء العقيدة وسلامة المنهج بل لا بد من التثبت من الحادثة وحيثياتها . وعبر مصادرنا فقد استفسرت هيئة محافظة حوطة بني تميم مشكورة ًمن المشرف العام بوحدة السحر والشعوذة بالرئاسة العامة للهيئات عن هذه الحادثة فأفاد مشرف الوحدة الشيخ الموسى بأن تقديم الطعام وتركه ليس من مطالب أو أفعال السحرة والمشعوذين أو تأثيرهم إذ أن من باشر بذبح الذبيحة هم عمالة المطبخ بطلب ذلكم الشخص والذي يظهر بأنه لديه حالة نفسية أو سواها تضطره للتهيئات والأوهام , والصحيفة بهذه المناسبة تناشد أهل المريض وقرابته شفاه الله أن يعملوا على مساعدته للخروج من محنته وبلواه بمعالجته بالوسائل الروحية والصحية فـ ( ما من داء إلا وله دواء ) كمال قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . كما نشيد بموقف الجهات المختصة وتفاعلها مع الحادثة بعد تلقيها البلاغ وعلى رأسها محافظ البلد والشرطة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والصحيفة على أتصال مع عضو هيئة التدريس بالمعهد العلمي وإمام الجامع الكبير الشيخ الدكتور عبدالله بن حسن الحبجر لمعرفة رأيه عن الحادثة وتوجيهه في هذا الشأن .

ويسرنا في هذه العجالة أن نقدم نبذة تعريفية بالسحر والسحرة وخطرهم توعية لمجتمعنا الكريم وحمايةً له : للسحر أحبتنا آثار خطيرة على الفرد والأسرة والمجتمع ، ومع ذلك فقد ابتلي بعض من الناس بالذهاب إلى السحرة يطلبون الشفاء منهم ، وما علموا أنهم يزيدونهم مرضاً إلى مرضهم ، ويجعلونهم يتعلقون بهم من دون الله تعالى ، فمن ذهب إليهم خسر دينه ودنياه ، قال عليه الصلاة والسلام ( من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد .. ) فيجب علينا أن نبتعد عنهم .

وهنا يحسن التعريف بالسحر : فهو عمل خفي يؤثر على الإنسان إما في عقله أو بدنه أو قلبه أو نفسه ، ويتم بعقد وبغير عقد ، وأغلب السحر من عمل الشياطين من شياطين الإنس والجن . ونلاحظ في الآونة الأخيرة كثرة ما ابتلي به الناس في هذا العصر من غوائل السحر من الأمراض النفسية والأوهام ، نسأل الله العافية ، وما ينتج عن ذلك من الحزن وضيق الصدر ، ثم ما نتج عن هذا أيضاً من آثار ظاهرة على الأسرة المسلمة والمجتمع من تفكك الأسر وخلافات بين الأقارب .

	علامات الساحر من الراقي الشرعي

الساحر :
* يسأل المريض بداية عن أمه وأبيه حتى يجعلهم فريسة في يده
* يكون الساحر قذراً ويعيش في أماكن بعيدة عن الناس
*عند بدايته للرقية المزعومة فإنه يقرا بوضوح ثم يتمتم حتى يدخل طلاسمه الشركية مع آيات القرآن فيهينها .
*يكثر من الأبخرة في مكانه أو قد يطلب من المريض التبخر في أوقات معينة ويصرف له سوائل غير معروفة تحمل السم الزعاف .
*يأمر المريض بالذبح لغير الله من حيوان و طائر أو تدنيس كتاب الله وغيره من كتب الحديث الشريف .
أما الراقي الشرعي فلا يطلب شيئاً من ذلك ويكون في مكان معروف للناس وقراءته واضحة وسليمة من كتاب الله وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . وقد يزود المريض بماء وزيت مقروء به أو يزوده بورقة مكتوب فيها آي القرآن بمداد الزعفران .

أسباب الوقوع في آثار السحر والشعوذة : ضعف التوكل على الله . والغفلة عن ذكر الله , وجلساء السوء , واستقدام العمالة والخدم والخادمات وترك الحبل لهم على الغارب بدون متابعة وتربية واهتمام , والمبالغة في نسبة غالب الأمراض إلى السحر والعين .

	علاج آثار السحر

أولاً : غرس التوحيد في نفوس الناس .
ثانياً : إقامة الفرائض والواجبات ، وأعظم ذلك إقامة الصلاة في الجماعة بالنسبة للرجل ، خاصة صلاة الفجر. قال عليه الصلاة والسلام ( من صلى الفجر في جماعة في ذمة الله حتى يمسي ..)
ثالثاً: الابتعاد عن المنكرات والفواحش وتطهير البيوت من وسائلها.
رابعاً : الإكثار من تلاوة كتاب الله عز وجل والإكثار من الذكر والأوراد اليومية تحفظ كل منا بالمجان وتجعلنا أقرب ما نكون إلى الرحمن قال تعالى ( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ).
خامساً: من الأشياء التي ينفع الله بها : أكل سبع تمرات عجوة ، وكذلك السعي إلى الرقية الشرعية عند الإصابة بأي قدر من أقدار الله عز وجل.
سادساً : الاحتساب والتعاون في علاج مثل هذه الأمور فكثير من المسلمين مع الأسف كل واحد مشغول بحاله ، لا يعرف حال صديقه ولا جاره ولا قريبه ، وهذه ظاهرة سيئة في الحقيقة . فيمرض المريض فلا يجد من يهتم به .
ثامناً: التداوي بالأدوية الصحية بعد الرقية والأدوية الشرعية ، لابد من تناول الأدوية الطبيعية لأن أكثر الأمراض التي يلجأ فيها الناس إلى السحرة هي أمراض تعالج بعلاج طبيعي ، الطب الحديث والطب الشعبي إذا كان على أيدي ثقات مجربين كان نفعاً وبركة بإذن الله , والله نسأل أن يحفظنا وإياكم والمسلمين .. آمين , إلى اللقاء .